محبة الكتاب المقدس
السؤال:
كيف يمكننا أن نظل مرتبطين عاطفيًا بنص الكتاب المقدس عندما نُخضعه للدراسة الأكاديمية؟
الإجابة:
نحن نحب أشياء كثيرة في الحياة. نحب الوطن، نحب أهلنا، نحب أولادنا وبناتنا ونحب هوايات كثيرة. وهذا يجعلنا نتقدم ونعرفهم أكثر. وهكذا، من يحب الكتاب المقدس، يصبح يحب أن يدرس الكلمة، يدرس الكتاب ويتعمق في معرفة ما فيه من حقائق. عادةً، من يدرس شيئاً يحبه، يتقدم في مجاله. ونحن إن كنا نحب الكتاب المقدس، نُقبِل على دراسته وعلى فهمه ونضع وقتاً وجهداً ونبحث في مراجع لكي نفهم أكثر. ذلك لأننا نحب كلمة الله وهذه المحبة تنمو بالعِشرة. فمن خبرتي، كلما درست أكثر في الكلمة وصرفتُ أوقات أطول في فهمها والتحقق من معانيها وأفتحُ قواميس ومراجع، يزداد حبي لهذه الكلمة. وفي الكتاب المقدس آيات عديدة تتحدث أن درس كلمة الله يشبه من يأكل عسلاً، منتهى الحلاوة لِما فيها من شِبع روحي وذهني. وفي الحقيقة درس الكتاب المقدس يُغنينا من كل ناحية. كم من مرة نزداد علماً وينفتح ذهننا لنفهم أكثر، وكم من مرة بينما نقرأ الكلمة وندرسها، يتكلم الله إلينا فنبادر بالصلاة والتحدث إليه وهذا يعمل شركة بيننا وبينه فنصبح نحب الله ونحب كلامه وكلامه يدخل في أحشائنا ويعيش فينا ونطبّقه ونحيا له وكل ذلك بواسطة الممارسة. يعني في مَثَل عامي بيقول: "البعد جفاء". إذاً، إذا الشخص يعيش قرب الكلمة، يحبها، يدرسها، يصبح يحبها أكثر فأكثر وينمو في هذه المحبة إلى أن يصبح يتباهى بهذه الكلمة أي هو وإياها واحداً بقدر ما هو قد تغلغل فيها وبقدر ما تغلغلت فيه، وعملت في حياته أن يُبرِز ما فيها من فضائل ومعاني رائعة وبخاصة شخص الرب يسوع المسيح.